في شمال شرق سوريا، تُستخدم أنواع متعددة من الأسمدة الزراعية، ولكل نوع تأثيره الخاص على خصوبة التربة وتركيبتها الكيميائية والفيزيائية.
أبرز التأثيرات بحسب نوع السماد:
الأسمدة العضوية
• روث الحيوانات ومخلفات الطيور: تساهم في تحسين بنية التربة وزيادة محتواها من المادة العضوية، كما تمدها بعناصر غذائية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم.
• الكمبوست: يُعد من أفضل أنواع الأسمدة العضوية، حيث يحسّن خواص التربة الفيزيائية والكيميائية ويزيد من نشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة.
• الأسمدة الحيوية (مثل Azotobacter وEm1): أثبتت الدراسات أنها تعزز خصوبة التربة بشكل كبير، وتزيد من تركيز العناصر الغذائية الجاهزة مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، كما تحسن نمو النباتات بشكل ملحوظ.
الأسمدة الكيميائية
• تشمل النترات، اليوريا، سلفات النشادر، والسوبر فوسفات.
• إيجابياتها: توفر العناصر الغذائية بسرعة للنباتات، وتزيد الإنتاجية على المدى القصير.
• سلبياتها: قد تؤدي إلى تملح التربة وتراكم المواد الكيميائية الضارة إذا استُخدمت بشكل مفرط أو غير منضبط، مما يؤثر سلباً على خصوبة التربة على المدى الطويل.
الأسمدة الحيوية والبكتيرية
• تحتوي على كائنات دقيقة نافعة مثل الأزوتوباكتر، وتعمل على تحليل العناصر الغذائية في التربة لتسهيل امتصاصها من قبل النبات.
• تُستخدم بشكل متزايد في الزراعة المستدامة، وتُعد خياراً بيئياً آمناً.
فيما يلي تشير الدراسات والمصادر المحلية إلى أن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية في شمال شرق سوريا خلال السنوات الأخيرة قد ساهم بشكل ملحوظ في زيادة تملح التربة، وهو أحد أبرز التحديات التي تواجه الزراعة في المنطقة.
أسباب التملح المرتبطة بالأسمدة:
• الأسمدة النيتروجينية والفوسفورية: تحتوي على مركبات تؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة، خاصة عند استخدامها بكميات كبيرة دون تحليل مسبق لحالة التربة.
• الري بالغمر: يُستخدم بنسبة تصل إلى 90% في المنطقة، مما يؤدي إلى غسل التربة وتراكم الأملاح فيها، خصوصاً عند استخدام مياه مالحة.
• غياب التحاليل الدورية للتربة: معظم المزارعين لا يجرون تحاليل منتظمة، مما يؤدي إلى استخدام غير مدروس للأسمدة، وبالتالي تفاقم مشكلة التملح.
الآثار السلبية لتملح التربة:
• انخفاض قدرة التربة على امتصاص الماء والعناصر الغذائية.
• تراجع إنتاجية المحاصيل.
• تدهور البنية الحيوية للتربة، بما في ذلك الكائنات الدقيقة المفيدة.
للتخفيف من هذه المشكلة، يُنصح بالتحول إلى الأسمدة العضوية، وتطبيق نظام الري الحديث، وإجراء تحاليل دورية للتربة لتحديد الاحتياجات الفعلية